كتب : جمال عبد الناصر مع مطلع كل فجر جديد يخرج إلى رحلة يومية من الألم و الكدح بحثًا عن الرزق الحلال عمال اليومية الذين يتخذون من أرصفة الشوارع مجلسًا لهم يتجمعون فيه ينتظرون من يأتيهم بعمل أيا كان نوعه بحثًا عن يومية لا تتجاوز بضع جنيهات حتى يعودون بها لإطعام أفواه تنتظر من يسد جوعها من قوت اليوم الذي قد يكون وجبة واحدة
افتكر وانت نازل شغلك ومتكدر وقرفان ان فيه واحد ممكن يقعد القعدة دى لغاية العصر ويروح لبيته مش معاه حق لقمة كويسة لعياله .. افتكر وانت قاعد فى مكتبك المكيف ان واحد زى ده ممكن طول اليوم تلاقيه عمال يدب فى الصخر ويشيل طوب ورمل ويروح وياكل لقمة حلال وراضى وشاكر والضحكة مرسومة على وشه وعلى وش عياله افتكر ده وقول الحمد لله على حالك والحمد لله على اقل من هذا الحال والحمد لله على اى حال .. ” من اصبح منكم امنا فى سربه معافى فى جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها